وصلوا بيت ابو فهد .. كانوا الضيوف قد كثروا وبدت المجالس تمتلي .. سلموا شوق وندى عالضيوف وطلعوا على طول للبنات في المطبخ .. من شافوهم قام الصراخ والترحيب ...
فرح : شخبارك ندى ؟!..
ندى : انا تمااام عال العال ... بشوفتك طبعا ..
ضحكت فرح : هههههههههههه ياحبي لك .. وانتي شوق شلونك ؟
شوق : تماااام ..
وتموا شوي ياخذون اخبار بعض ويسولفون وبدوا ندى وشوق يساعدون .. انتبهت ندى لنوف اللي تشتغل بدون نفس .. راحت ووقف جنبها وهمست ..
ندى : نوف ... ابتسمي مايصير كذا .. وش بيقولون عنك الناس ..
نوف : احاول ... بس من جد شي ينرفز ..
ندى ابتسمت : عاااادي انسي الحين انها عزيمة بدر وسولفي معنا واضحكي وبتنسين الموضوع كله ..
نوف ابتسمت ابتسامة وسيعة ماتعكس اللي داخل قلبها .. من شافت ندى ابتسامتها المبالغ فيه ضحكت ..
ندى : ههههههههههههههههههههه ..
نوف : ليش تضحكين .. ماتبيني ابتسم .. هذاني ابتسمت ..
ندى : ايه بس ابتسمي بطريقة مقبولة .. مو كذا .. كأنك مغصوبة عالابتسامة .. ولا كأنك ماقد ابتسمتي في حياتك ..
ربع ساعة وامتلت المجالس عن بكرة أبيها ضيوف .. بدوا البنات يقدمون القهوة والحلى .. ويضيفون الحاضرين ويتحركون بكل مكان ..
بعدها قدموا الشاهي والمجالس كلها تعج بالازعاج والسواليف .. الكل يسولف ويهني ويبارك لام عبدالله ( ام بدر) سلامة ولدها والنجاح اللي حققه ..
أثناء ماكانوا البنات موجودين بالمطبخ يرتبون غلاسات العصير ويستعدون لتقديمه .. دخلت عليهم ام عبدالله ..
ام عبدالله : فرح حبيبتي وين البخور ..
فرح عضت على شفايفها : يوووه يمه .. للحين ماسويته .. وكيسة البخور الجديدة نسيتها فوق بغرفتي ..
تنهدت ام عبدالله بضيق : الله يهديك .. بسرعة روحي جيبيه لا نتأخر عالضيوف ..
فرح كانت منشغلة : بس انا الحين مشغولة ..
جت نوف : انا بجيبه .. وين حاطته ؟!
فرح : فوق على سريري بتلقينه ..
طلعت نوف من المطبخ وراحت راقية فوق .. توجهت لغرفة فرح ودخلتها .. لقت الكيس المقصود موجود فوق السرير .. خذته ورجعت طلعت .. مشت متوجهه للدرج .. لكن وقفت بمكانها لما شافت باب غرفة بدر مردود .. مو مسكر .. حطت الكيس اللي بيدها عالأرض راحت لها بفضول ودفعت بالباب لما انفتح على مصراعيه .. كانت الغرفة مظلمة ومبين ان مافيها احد .. فتحت النور وتقدمت بهدوء لما صارت بوسط الغرفة .. ابتسمت بخبث .. يمكن هاللحظة هي لحظة الانتقام اللي تنتظرها ..
اول شي توجهت للمكتب .. فتشت في الاشياء الموجودة فوقه .. كانت مجرد اوراق مافهمت منها شي .. تركت المكتب وراحت للمكتبة الصغيرة .. لفت نظرها ملف أصفر .. فتحته .. وكانت شهادات بدر ومن ضمنها الشهادة اللي حصل عليها من دراسته برا ..
فتشت فيها اكثر وابتسامتها الخبيثة تزيد وأفكارها تتسابق لذهنها .. شهادات بدر !!!... مارح القى وسيلة احسن من هذي ... شقى عمرك يابدر هذي الشهادات .. وانا اوريك وش بسوي ..
تحت .. وتحديدا بمجلس الرجال الكبير.. كان بدر يضحك ويسولف وسعادته ماتنوصف بالناس اللي حضروا مخصوص عشانه .. كان معه احمد وفهد وخويه سلمان .. عاد اجتمعت سوالفهم شوفوا الضحك ..
احمد : اقووول سلمان بالله عليك ماتعاني انك تخاوي واحد شخصيته مثل شخصية بدر ..
سلمان : هههههههههههههه .. تبي الجد عاد .. احيانا ..
بدر بفخر : الا قل من قده .. مخاوي واحد حاصل على شهادة الماجستير ..
سلمان : في هذي صدقت .. من قدي والله ..
احمد : ههههههههههههههههه ... اقول بدر بدينا نشوف منك شوفة نفس وغرور ..
بدر : يحق لي ...
فهد : ايه يحق له .. الدور عليك الحين احمد .. مابي اخاويك عالفاضي ..
احمد التفت له بطرف عينه : انت بس يحصلك تخاوي احمد .. هذا بس يكفي ..
فهد : لا والله ... اشوفك واثق من نفسك بزيادة ..
انتبه سلمان ليد بدر : بدييييير ..
بدر : خير ... لا تقول بدير ..
سلمان : الحين انت مو قايل لي انك بتلبس الساعة اللي عطيتك اياها .. وينها ماشوفها ..
بدر رفع يده : ايه ... تصدق نسيت ... متعود على هالساعة .. ( التفت لاحمد وفهد ) ماتدرون ؟!... حبيبي وعمري سلمان مهديني ساعة ...
احمد : ايوه من قدك ... كذا الاخويا ولا بلاش .. مو انا مخاوي واحد اسمه فهد وهو ولا ينفع لي بشي ..
رفع فهد حاجبه : يعني الحين انت اللي نافعني بشي .. الا طل ..
سلمان : بدر .. ما ارضى اجيبها ولا تلبسها ..
قام بدر واقف : خلاص ولا يهمك .. الحين اروح البسها .. عشان خاطرك بس ..
احمد : وين بتروح ؟!.. ووين حاطها ؟!!
بدر : حاطها بغرفتي بعد وين ... يالله عن اذنكم ..
احمد : لا تتأخر ... مايصير تبعد عن المعازيم ..
بدر : دقايق وراجع ..
طلع من المجلس وهم رجعوا يسولفون مع بعض ينتظرون عودته ..
في غرفة بدر .. نوف لازالت واقفة تقلب بصفحات الملف الموجود بين يديها .. ومبتسمة بوناسة وبخبث عالفكرة اللي استقرت ببالها .. راحت للمكتب وخذت من الملف آخر شهادتين حصل عليهم بدر .. وحمدت ربها انها كانت جايبة شنطتها معها .. ولأن شنطتها كانت كبيرة نوعا ما .. قدرت تدخل فيها الشهادات .. تنهدت بارتياح لأنها حصلت شي تقدر تنتقم عبره من بدر ..
انتفضت برعب لما سمعت حس احد جاي .. شالت الملف بسرعة ودخلته مكانه وراحت تركض بتطلع لكن ماقدرت .. شافت بدر جاي مقبل يدندن .. تراجعت بخوف .. وتلفتت يمين وشمال لعلها تلقى مكان تتخبى فيه ..
راحت تركض وتخبت خلف السرير وكتمت أنفاسها بخوف ..
وصل بدر لغرفته ودخل وهو مستغرب ان النور مفتوح .. ماطال استغرابه لأنه حط في باله ان وحدة من خواته يمكن دخلت ونست النور ..
وقف لحظات يتذكر وين حط الساعة الجديدة اللي وصلته من سلمان .. تذكر انها بالكومدينة .. راح وقعد على طرف السرير ..
نوف من حست بحركة عالسرير ضمت شنطتها لحضنها أكثر وغمضت عيونها بشدة من الخوف والرعب .. ياربي عسى ماينتبه .. يا ويلي انا وش جابني هنا ..
طلع بدرالساعة .. فصخ ساعته اللي عليه ولبس الجديدة الرائعة على يده .. راح لتسريحته يعدل شماغه وكشخته ...
نوف من الخوف الرعب العايشه فيه بدت قطرات العرق تلمع بوجهها .. والدموع تجمعت في عيونها .. لكن بصمت وبدون صوت .. انا حمارة .. والله اني حمارة انا وش جابني .. ياربي انقذني ..
انتبهت انت طرف تنورتها مبين .. عضت على شفايفها وسحبتها ببطء عشان ما يحس ..
بدر لازال واقف قدام المراية يعدل العقال والشماغ .. رفع وحدة من العطور وبدا يتعطر .. لكنه لاحظ حركة غريبة انعكست عالمرايه .. شي يتحرك بجنب السرير ..
في البداية حس انه يتوهم لكنه تأكد لما شاف ظلال عالأرض .. وهالظلال تتحرك لكن بشكل خفيف ومحد ملاحظ الا اذا ركز ..
ابتسم .. فيه شخص هنا بالغرفة .. شكوكه تقول له انها نوف .. بس شلون يتأكد .. مايبي يرعبها ..
راح بخطوات هادية لما شاف جزء منها أكد له انها نوف .. مع انه ماشاف وجهها بس تأكد .. رجع للتسريحة وهو يفكر ويسأل نفسه بحيرة عن سبب وجودها بغرفتها .. معقولة يكون السبب الانتقام .. تجي هنا عشان تنتقم .. لا مو معقوووول !!!... لكن اوريك يانوف ... جيتي لهنا برجليك .. محد جابك ..
كمل شغله وهو يغني بأغنية ولا كأنه داري بشي .. نوف كل لحظة تبلع ريقها بخوف .. كانت ترتجف من فوقها لتحتها .. ياربي وش بقول لو شافني ولا درا اني موجودة معه بنفس الغرفة .. ياويلي بموووت اليوم ..
سالت دمعتها ولا قدرت تتحرك حتى عشان تمسحها .. تركت دمعتها تشق طريقها على خدها بحرية .. اما هي ظلت تنتظر الفرج من ربها .. ضامة شنطتها بخوف وتبكي بصمت ..
فيما كان بدر يعدل الكبك حق كمه .. استقرت في باله فكرة .. لكنها فكرة شيطانية بمعني الكلمة .. ضحك بدر وهو يتخيل انه نفذها .. اما نوف لما سمعته يضحك استغربت .. خير ليش يضحك .. خبل ومجنون .. يالله اذلف خلني اطلع تكفى .. ابي اروووح لامي ..
سالت من عينها دمعه ثانية .. بدر انتهى من تضبيط نفسه طلع مفتاح غرفته من جيبه وظل يناظره بابتسامة خبيثة .. مشى للباب وطلع وسكره .. لكنه قبل لا يروح دخل المفتاح فيه وقفله .. رجع المفتاح لجيبه وراح نازل وهو وده يضحك بصوت عالي من اللي سواه .. خلي تهديدك ينفعك يانوف ..
رجع للمجلس ولا كأنه سوا شي ..
اما نوف لما طفى النور وتسكر الباب .. رفعت راسها بحذر تشوف .. كان الظلام دامس .. قامت بخوف والشنطة بيدها وركضت للباب .. مدت يدها وحاولت تفتحه لكن الباب مو راضي .. حطت يدها على فمها برعب وهي تحاول تكتشف السبب .. بدر قفل الباب علي ..!!!
لا حرام ... ليش يقفله ماكان مقفول .. ابي أطلع وشلون اطلع ..
قلبها بدل مايهدا زادت دقاته ... الحين وش اسوي ... بقعد كذا لما يجي بدر مرة ثانية ويفتح .. مابي .. مقدر اتخيل اني بقعد هنا لثلاث ساعات والاربع ..
ماقدرت تعبر عن شعورها بالخوف والرعب غير انها تبكي .. مشت للسرير بخطوات خايفة وجلست على طرفه وهي تبكي بشدة .. انا وش اللي جابني هنا من الاساس ..
ظلت خمس دقايق على حالها تشكي لربها وتدعي يطلعها من اللي هي فيه .. تذكرت ان جوالها معها .. طلعته بسرعة وبلهفة وكأنه هو المنقذ الوحيد الحين .. بس .. من تدق عليه الحين ... وش بتقوله .. انا بغرفة بدر !! .. مافي غير ندى .. هي اللي بتفهمني ..
بسرعة ضغطت عالأرقام ..
تحت ... رجعت ام عبدالله تدخل على البنات بالمطبخ
ام عبدالله : فرح ... وين البخور ؟!..
فرح : مدري عنها نوف .. راحت ولا عاد رجعت ..
ام عبدالله : روحي جيبيه بتنتظرين نوف .. يمكنها نست ..
فرح التفتت لوحدة من الخدامات : مينا .. روحي جيبي كيس ازرق موجود على سريري ..
طلعت الخدامة وبعدها بدقايق رجعت بالكيس
مينا الخدامة : هذا موجود فوق عند درج .. مافي غرفة انتي ..
استغربت فرح .. وطلبت من الخدامة تضبط الجمر .. ندى كانت واقفة معهم تسولف مع حنان مرة ومع دلال مرة .. لما دق جوالها وكان اسم نوف مكتوب ..
ندى : هلا نوف وينك .. وين رحتي ؟!
نوف انفجرت : نـــــــــــــــــــــــــــدى .... الحقيني يا ندى .... الحقيني ....
سكتت وظلت تشهق من البكي .. ماتخيلت نفسها بيوم من الايام انها بتكون في موقف مثل هذا ..
ندى خافت من صوتها راحت وطلعت برا عشان تعرف تكلمها : نووووف ... روعتيني وينك ؟!!!
نوف وهي تشهق : الحقي علي ... بدر ... بدر قفل علي ...
ندى قطبت ولا فهمت ... وانصفق قلبها من صوت نوف : نوف ليش تصيحين ... وينك فيه انتي ؟!!!
نوف بحسرة وهي تلوم نفسها : انا ... في غرفة بدر ...
شهقت ندى بقوة .. وحطت يدها على قلبها : ياحمارة وش تسوين هناك ... وش وداك هناك ؟!!
نوف استرسلت بالبكي والنوح : ندى لا تصارخين علي .. ابي اطلع .. ابي اطلع بدر قفل علي الباب وراح ..
ندى : ياحمارة وهو ليش قفل الباب عليك ..
نوف : ما ... ما يدري .. طلع وقفل الباب ..
ندى : يعني مافيك شي ..
نوف صرخت زيادة عاللي هي فيه : ياحمارة لا يروح فكرك بعيد ... ماكان يدري اني جوا الغرفة طلع وقفلها ..
تنهدت ندى بارتياح .. اشوى .. لكنها عاتبت نوف بغضب : وانتي يالزفتة وش اللي وداك هناك ..
نوف ارتبكت : ها ... مـ... ماكنت ادري انها غرفة بدر .. حستها غرفة دلال ..
هزت ندى راسها بعد اقتناع .. معقولة ماتعرف غرف بنات عمها .. سكتت وماحبت تسترسل بالأسئلة مع نوف احتراما لحالتها اللي هي عليها ..
نوف : والحين ندى ... وش اسوي ؟!... قولي لي والله بموووت ..... ( ورجعت لبكيها ولوم نفسها )
ندى : نوف الحين انا وش اقدر اسوي ...
نوف : دبريني ... دبريني حرام يقفل الباب علي هالحمار .. ليش يقفل الباب علي ليش .. هو اصلا ماكان مقفول بس مدري وش اللي طرا له هالثور ..
ندى : نوف .. ماقدر اقول لبنات عمك انك بغرفة بدر .. وانتي تعرفين اذا قلت لهم وش بصير .. بيفكرون غلط ..
نوف بمعنويات جدا منخفضة واحباط وخيبة امل علت صوتها : صح ... بس ..
ندى : اقولك اصبري شوي .. وبفكر وش اقدر اسوي ..
نوف : ندى انا خااااايفة ... طلعيني ... والله خايفة بموت من الخوف ..
ندى : خلاص اصبري مكانك .. وانا بدق عليك كل شوي ..
نوف : طيب ... بس لا تنسيني ..
ندى : افا عليك ... مارح انساك لا تخافين .. يالله تيك كير ..
نوف والدموع مستمرة بالنزول : باي ..
سكرت ندى عنها وهي محتارة ... نوف خبلة بعض الأحيان .. وش اقدر اسوي لها الحين .. من اقوله .. مقدر اقول لفرح لا يفهمون غلط .. ظلت واقفة بمكانها تفكر .. لما جتها شوق ..
شوق : ندى ... وين رحتي ..
ندى : هنا ..
شوق : تعالي يالله بنقدم العصير ..
ندى : يالله ..
راحت معها وانشغلت بتقديم العصير والفطاير للمعازيم ..
مرت ساعتين ونوف على هالحال وقرب موعد تقديم العشا .. ندى حطت جوالها وشنطتها بمكان ونست نوف لأنها انشغلت مع البنات .. ونوف تحاول تتصل فيها لكن محد يرد ... وهذا اللي زاد الطين بله عندها .. ندى حقرتني .. الحمارة هذا وانا موصيتها ..
مالقت نوف طريقة تعبر عن الخوف اللي داخلها بغير البكي .. طول الساعتين اللي فاتت كانت تبكي لما تغير وجهها وحمرت عيونها ..
في مجلس الرجال .. كانوا الشباب يسولفون وبدر يضحك معهم بطريقة غريبة .. لأنه مثل ماهو يضحك على سواليفهم يضحك باللي قاعد يتخيله الحين صاير لنوف .. اكيد قاعدة ترتجف من الخوف .. ورينا يانوف وش بتسوين .. وين التهديد راح .. بس ردي لك كان قبل تنفيذك .. اعترف كان رد مبكر جا بغير وقته ..
سلمان : بدر ... بصراحة انت غريب .. وش صاير لك .. رحت عنا شكل ورجعت شكل ثاني ..
بدر تلفت حوله لقى احمد وفهد مو موجودين : تعال برا واقولك وش مسوي ..
سلمان : الله يستر منك ... ماندري وش يطلع منك انت ..
سكت بدر وقام .. وسلمان قام وراه .. لما طلعو للحوش التفت سلمان لبدر وهو معقد يديه على صدره ..
سلمان : قول وش انت مسوي ... بصراحة حاس انها مصيبة ..
بدر : لا لا تخاف مو مصيبة ..
سلمان : طيب تكلم ..
قبل ما يبدا بدر الكلام ضحك بصوت عالي .. ماقدر يمسك نفسه .. سلمان استغرب وحس ان السالفة فيها نوف .. بدر مايضحك بهالطريقة الا اذا كانت السالفة فيها نوف ..
سلمان : بدر ... وش انك مسوي ببنت عمك ؟!!
بدر وهو يضحك : ههههههههههههههههههه ... نوف ؟!!!
سلمان : ايه نوف ... فيه غيرها ..
بدر : ههههههههههههههههههههههههههه ... تدري اني مقفل عليها بغرفتي ..
سلمان فتح عيونه عالآخر ومسك بدر من ذراعه من المفاجأة : بغرفتك ؟!!.... صاحي انت ؟!!... وش مسوي فيها ..؟!!!
ضحك بدر لما شاف تعابير وجه سلمان : ههههههههههههههههههه ... شفيك سلمان ... هذي بنت عمي مستحيل اضرها بشي ... اذبح نفسي قبل ما افكر بهالشي ..
بعد سلمان يده عنه : لا والله استخفيت ... ومن متى ؟!!
بدر رفع راسه يحسب : تقريبا من ساعتين .. يوم اروح البس الساعة ..
فتح سلمان عيونه على آخرهم من هول المفاجأة .. ساعتين ؟؟!!...
سلمان : ساعتين ؟!!؟!... ساعتين يابدر حرام عليك ...
بدر : خلها تعرف منهو بدر .. ومن يكون ... عشان تحرم تهدده مرة ثانية ..
سلمان : طيب وشلون ؟!!.. وش جابها بغرفتك اساسا ؟!!!..
قص له بدر السالفة .. ووشلون اكتشف وجودها وهي ماتدري .. وسلمان يسمع وهو متعجب .. تأكد الحين ان بدر داهيه ويسوي اللي في باله ...
سلمان : روح ... روووووح خاف ربك طلعها ...
بدر : لا .. خلها بعد العشا بعدين اروح ..
سلمان : بدر روح ولا ترا بصير للبنت شي ... ماتقول انها خوافة وجبانة .. روح ترا بعدين بتندم ..
بدر : هذا رايك ...
سلمان : ايوه هذا رايي ... والله لو يدري عنك احمد ان يذبحك ...
بدر : طيب ... بيني وبينك بدت تكسر خاطري .. بروح اطلعها والله يستر صدق مايكون جاها شي ..
راح بدر داخل وسلمان رجع للمجلس وهو مستغرب من تصرفات بدر .. ساعتين مرة وحدة ؟!!! حرام عليك يابدر ..!!!
نوف للحين على حالها .. كانت حالتها النفسية في تدهور والدموع ما جفت من عيونها .. قاعدة فوق السرير وضامة رجولها لها ومنكسة راسها وتبكي ... حتى النور مافتحته .. كانت جالسة بالظلام طول الوقت ومستمرة بالبكي وتفكر بالتصرف المتهور اللي وصلها لهالنقطة .. كله مني .. كله منك يابدر .. انا مالي دخل .. انت السبب .. لو ماكنت تتصرف معي كل هالتصرفات كان ماسويت اللي سويته .. ولا كان جيت هنا .. انت السبب في اللي انا فيه .. انت السبب .. ياااااااربي ابي اطلع .. طلعني ياربي ..
تركت الجوال بشنطتها ولا فكرت تستخدمه ثانية .. كانت قد يأست وهي تحاول تتصل بندى اللي ماردت عليها من آخر مكالمة .. وهذا نكد عليها .. ندى قالت انها بتتصل فيها كل شوي بس مرت ساعتين وشوي وهي مادقت ولا فكرت فيني ..
لذا استسلمت وتمت تبكي وتعبر بالدموع الغزيرة ..
بدر وصل للدور الثاني .. راح لغرفته وهو حاس بتأنيب الضمير مع شعور ثاني يطغى على قلبه .. نوف جوا غرفتي ..
وقف قبال الباب قبل مايفتحه ... ماكان يشوف أي خيط نور داخل الغرفة .. كانت مظلمة .. معقول نوف جالسة بالظلام .. طلع مفتاحه وفتح الباب .. تسرب النور اللي كان صادر من برا لداخل الغرفة .. وشافها جالسة فوق السرير ومنكسة راسها ويسمعها تبكي .. بوضع عصر قبله من الندم .. ياعمري يانوف ..
نوف ما انتبهت له لأنها كانت مغمضة عيونها وتفكر بالمشكلة اللي طايحة فيها ..
مد بدر يده لمفتاح النور وفتحه .. انتبهت نوف ورفعت راسها وهي تشهق من ال
.. لما شاف بدر شكلها حس بشي يضغط على قلبه أكثر ويعصره بقوة فضيعه .. ماتحمل يشوف وجهها الطفولي البرئ بهالشكل ... مبين انها مقطعة نفسها من البكي .. ماتوقعت توصل لهالدرجة ..
بدر : نوف ...
نوف من الخوف تراجعت على ورا بسرعة ولأنها كانت ناسية انها فوق السرير طاحت منه على ورا بشكل قوي ومؤلم ..
بدر ارتعب عليها وهو يسمعها تتأوه من الألم ..: نوف بسم الله عليك شفيك ؟!!
نوف تمت على وضعها .. طايحة لكنها استسلمت للبكي بصوت عالي : ابي اطلــــــــــع ... والله ماكان قصدي .. ابي اطلع ... بدر تكفى خلني اروووح ... مابي اجلس هنا اكثر ..
بدر تم واقف مكانه مرتاع وهو يسمعها تترجاه .. ماكان يقدر يشوفها بس كان يسمعها .. الحين حس بكبر ذنب اللي سواه : نوف ..... انا آسف ..
نوف ماسمعت وتمت تبكي : ابي اطلع ... ( تشهق من البكي ) .. ابي اطلع .. طلعنـــي .. والله خايفة ابي اروووح .. بدر لا تقفل علي خلني اطلع .. خلني ارووووح ...
ضرب بدر راسه عتابا على نفسه .. انا وش سويت .. ماقدر حتى يتحرك من مكانه ويروح لها ..
بدر : ... نوف ... اذا تبين تروحين روحي ... الباب مفتوح يالله ..
نوف : ...............
بدر : نوف تسمعيني .. تبين تطلعين اطلعي ..
ماردت عليه لكنه سمع شهقاتها المتواصلة واللي زاد من احساس تأنيب الضمير عنده .. مايدري شلون بيتصرف .. مبين ان البنت مرة متأثرة ..
بدر بمحاولة أخيرة : نــــوف ...
نوف وهي لا زالت بمكانها ولا تحركت .. بس ينسمع بكيها : وانت ... روح ابي اطلع ..
بدر فهم لطلبها : ولا يهمك بروح لغرفة فرح لما تطلعين .. طيب ؟!!
نوف : ...............
طلع بدر من الغرفة وراح لغرفة فرح اللي كانت اقرب غرفة لغرفته .. اما نوف لما حست انه ابتعد قامت واقفة وهي تمسح دموعها بارتجاف .. سحبت شنطتها من عالسرير وراحت تركض لبرا ونزلت تحت وهي مو قادرة تتحكم بدموعها .. ماصدقت ان الفرج جاها ..
اما بدر تم خمس دقايق بغرفة اخته .. ولما تأكد انها نزلت طلع راجع لغرفته .. وهو عايش بدوامة .. يلوم نفسه مية مرة عاللي سواه .. نوف للحين طفلة ما كبرت .. شلون فكرت اسوي اللي سويته .. شلون هان علي اتركها ساعتين بهالطريقة ..
مسك راسه بيدينه وهو يتذكر كلامها ورجاها بصوتها الباكي .. قبضه قلبه مرة ثانية نـــــدم عاللي سواه ..